العوا: الفتوحات الإسلامية ستعود إذا توحد المسلمون

اعتبر الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية في مصر أن الأمجاد التاريخية للإسلام والفتوحات الإسلامية يمكن استعادتها هذه الأيام التي تشهد موجة من الحراك الثوري في عدد من البلدان العربية؛ بتوحيد كلمة الإسلام والمسلمين والتمسك بتعاليم الدين الحنيف.

وأشار العوا خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد بقرية البغدادي بجنوب مدينة الأقصر المصرية أن استعادة هذه الفتوحات ليست أمر بعيدا أو مستبعدا وضرب المثل بفتح القسطنطينية وارتفاع صوت الآذان فيها.

وفى السياق المصري أكد العوا - خلال مؤتمر جماهيري عقد له بساحة مسجد أبو الحجاج مساء الجمعة حضره عدد كبير من سكان مدينة الأقصر- على أهمية إعادة النظر في العلاقة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل قائلا: "مصر يجب أن تعامل إسرائيل كعدو لا حليف أو صديق، مع أهمية اعتبار الحالة بين البلدين حالة هدنة، لا حالة سلام".

ولفت العوا خلال المؤتمر إلى أنه "لا يعارض استمرار المظاهرات، طالما أنها تتم يوم الجمعة، حتى لا تتعطل عجلة الإنتاج، خصوصا أن المصريين نالوا حقهم في التظاهر السلمي بعد قمع استمر ثلاثين عامًا، ولا يجب التخلي عن هذا الحق أبدًا".

وأضاف أنه "على الرغم من أنه يدرك أهمية المطالب الفئوية، فإنها لا تجوز في الوقت الحالي، لأنها تعطل العمل، وتصرف عن العمل الأهم، وهو تتبع الفساد والإفساد".

الإسلامية والمدنية

وعن الجدل الدائر حول الدولة المدنية والدولة الإسلامية أكد المفكر الإسلامي أن "الدولة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كانت دولة مدنية بمرجعية إسلامية"، وأن "دستور المدينة لم يؤسس دولة إسلامية"، مبينًا أنه "يجب ألا نقبل دولة يحكم فيها علماء الدين، بل من هم مؤهلون للحكم".

وأضاف أن فكرة حكومة "الوحدة الوطنية غير مطروحة وغير مقبولة، أما المقترحات المقبولة فهي إنشاء حكومة تكنوقراط".

وعن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد بعد نجاح ثورة 25 يناير فى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك أكد المرشح المحتمل للرئاسة أن المجلس "يستحق كل التقدير والاحترام، لموقفه العظيم في مساندة الثورة، والقرارات التي تتخذ بشكل يومي في سبيل تحقيق مطالبها"، مشددًا على:"أهمية الصبر في تحقيق المطالب والآمال، لأنه من الطبيعي أن تسير عملية الإصلاح ببطء".

أمريكا وإسرائيل

وحدد العوا مجموعة من التطلعات والآمال التي يجب أن يعمل الجميع على تحقيقها في المستقبل القريب، وأهمها تشكيل دستور جديد ،والتحول لدولة برلمانية ديمقراطية، ووجود علاقات مصرية عربية إفريقية وطيدة؛ تتيح لمصر القيام بدورها كأكبر دولة في المنطقة وفقًا لثرواتها وكفاءاتها، مؤكدًا فى الوقت نفسه أن سياسة التكبر في التعامل مع الدول الإفريقية يجب أن تنتهي، وأن تبدأ مصر مرحلة جديدة تقوم على التعاون.

وشدد على أهمية إعادة النظر في العلاقة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، مبينًا أن التدخل الأمريكي في الشئون المصرية غير مقبول، وأنه من الضروري الاستغناء عن المعونة الأمريكية، والاعتماد على ثروات مصر الغنية.

وأكد أهمية وجود علاقة طبيعية مع فلسطين وإيران، تقوم على دعم المقاومة الفلسطينية، وعدم اعتبار إيران عدوا، بل التعامل معها كدولة تسعي لنشر ثقافتها وحضارتها وإسلامها.

"تشبيب الدولة"

وتحدث العوا عن أهمية وجود قضاء مستقل تمامًا، لا يتدخل فيه رئيس الجمهورية أو وزير العدل، ورد المحكمة الدستورية إلى القضاء العام، و"تشبيب الدولة"، أي زيادة الاعتماد على طاقات الشباب وإسناد المناصب والقيادات إليهم، وإقامة رقابة حقيقية على المال العام، والاستقلال الحقيقي للجامعات، ووجود جهاز شرطة يقوم على نشر الأمن والمنع الوقائي للجرائم، وخدمة الشعب.