رمضان كريم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رمضان كريم
سنتحدى إعاقتنا مهما عاندتنا الظروف".. شعار رفعه مصابو الثورة في شهر رمضان المبارك، في محاولة لاستثمار الشهر الكريم، متحدِّين بذلك الإصابة والإعاقة التي أعجزت الكثير منهم عن الحركة، وممارسة حياتهم الطبيعية بما تتضمنه من عمل وبذل الجهد في العديد من مجالات الحياة ونواحيها. وبعزائم ثوار يناير وإرادتهم أصروا على المضي قدمًا في حياتهم؛ حيث لا تعزلهم الإصابة عن الحياة وعن الانخراط في منظومة المجتمع المصري. (إخوان أون لاين) التقى بعض مصابي ثورة يناير؛ حيث تنوعت الأفكار والخطط لمواجهة العوائق التي تحول بينهم وبين معايشتهم للأجواء الرمضانية التي اعتادوا على ممارستها طوال السنوات الماضية. بعدما كان يحب حياة التنقل، ويرفض المكوث لفترات طويلة بلا عمل، ويرسم صورة وردية لمستقبل أسرته بعد سقوط النظام الاستبدادي، الآن يجلس على كرسي متحرك بعد إصابته بطلقة نارية في كتفه اليسرى، اخترقت الجسد إلى القلب ثم الرئة وخرجت من الفقرة الثانية والثالثة في العمود الفقري، ومع ذلك استبدل بقدميه المشلولتين أخريين من التحدي والإصرار حتى لا يضيع منه هذا الشهر الكريم، ويخرج من رمضان وقد غفر الله له زلاته الماضية وتقصيره في حقه. عادل زكريا "تاجر خضراوات سابق بالإسكندرية" وأب لطفلين صغيرين: شهد "4 سنوات"، وأحمد "سنتان"، يعود بذاكرته لرمضان الماضي ليحكي تفاصيل الليالي الرمضانية قائلاً: "اعتدت كل عام في رمضان أن أذهب بأسرتي إلى بيت العائلة لنقضي هذا الشهر مع الأهل وسط "لمة العائلة"، وبعد الإفطار مباشرة نجمع أنفسنا ونذهب جميعًا لأداء صلاة التراويح، وبعد الانتهاء منها، أذهب لمقابلة مجموعة من أصدقائي، وقبل منتصف الليل بساعة نعود إلى منازلنا للنوم قليلاً قبل موعد السحور، وفي بعض الأحيان ننظم إفطارات جماعية على البحر. وبكلمات يملؤها الصمود والصبر والتحدي يتحدث عن رمضان الحالي قائلاً: كنت أتمنى أن أقوم بكلِّ الشعائر السابقة في رمضان هذا العام، ولكن نظرًا لتدهور حالتي الصحية فلا أملك القدرة على الصيام، وذلك لأنني ما زلت أعتمد على الأدوية اللازمة لحالتي يوميًّا، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي، ومع هذا فلن أستسلم للعجز، وسأستبدل بهاتين القدمين العاجزتين عن الحركة كرسيًّا كهربائيًّا يُمَكِّنني من ممارسة حياتي والذهاب إلى المسجد للصلاة، بالإضافة إلى الذهاب لشراء ملابس العيد بنفسي لأولادي كما اعتدت دائمًا. وتقاطعه زوجته منار سعيد قائلة: "زوجي تغيّر كثيرًا بعد الثورة، وأصبح شديد القرب من الله تعالى، ودائمًا ما يناجي الله عزَّ وجلَّ أن يحمي ثورة الشعب، كما أنه لم يشعر يومًا بندم على ما فعله؛ ولكنه يصاب بحزنٍ شديد، يصل أحيانًا إلى حالة الانهيار عندما يرى حقه يضيع بالإفراج عن الضباط الذين تسببوا في أن يقضي بقية حياته قعيدًا. وتقول إنها لا تعلم كيف سيمر عليها رمضان المقبل هي وأولادها، بعد أن سُلبت منهم الفرحة، ولكنها تحاول أن تبذل قصارى جهدها حتى لا تشعر زوجها بحزنها، إلا أنها لا تستطيع أن تمنع ابنتها التي تطالبه باستمرار بالخروج وشراء ملابس العيد أو الخروج للمتنزهات. ومن على كرسيه المتحرك يهنئ الشعب المصري بحلول شهر رمضان، ويدعو الله عزَّ وجلَّ أن يمر عليهم الشهر بسلام وتستقر مصرنا الحبيبة؛ لأنه لا يريد أن يلحق بأي مواطن مصري نفس الأضرار التي لحقت به. الرضا بقضاء الله ولم يختلف إحساس مصطفى رمضان خير "مصاب بطلق ناري في الدماغ " كثيرًا عن سابقه، فالرضا بأقدار الله عزَّ وجلَّ والصبر على الابتلاء هو لسان حاله قائلاً: إنه على الرغم من الطلق الناري الذي تسبب في تدهور بصري بشكل ملحوظ وسريع، فإن أقدار الله عزَّ وجلَّ كلها خير للإنسان، ومهما يحدث فإن المؤمن يُبتلى على قدر إيمانه. ويشير إلى أنه على الرغم من خطورة إصابته؛ فإنها لن تفقده إحساسه الروحاني بشهر رمضان، الذي اعتاد صيامه صيفًا وشتاءً؛ حيث سيبذل جهده عسى الله أن يمن عليه بالشفاء ويعيد له النظر مرة أخرى. ويوضح أن ظروفه المادية هي التي تقف في وجه عودة النور إلى عينيه مرة أخرى؛ لأنه يحتاج إلى إجراء بعض العمليات الجراحية للعين بالغة التكاليف، متمنيًا أن يسود الحب والتعاون والتكافل بين طوائف الشعب بعضهم البعض؛ لتعود عجلة الإنتاج وتعمير مصر ولا تصل لمرحلة الخراب مثل غيرها. فقدان الفرحة أما إسلام محمد حسن (31 عامًا) الذي يعاني من كسر في 3 ضلوع بالقفص الصدري نتيجة طلقة نارية، فوصل إلى حالة شديدة من الإحباط بعد توقفه عن العمل بفندق "أندر كلين" بالغردقة؛ بسبب الإصابة يقول: أعتقد أن رمضان هذا العام اختلف كثيرًا عن الماضي، فهناك أشياء كثيرة اعتدت القيام بها في هذا الشهر، ولا أدري إذا كنت سأستطيع أن أقوم بها أم لا؟!. ويقول: "افتقدت فرحتي برمضان بسبب تصرفات من حولي الذين تخلوا عني في الوقت الذي كنت أحتاج لهم، فضلاً عن تصرفات بعض المسئولين الذين ضيعوا علينا حقوقنا، موضحًا أنه كان من الممكن أن يشعروا بفرحة رمضان أو العيد في حالة أن يقدر الجميع مدى تضحيتهم بحياتهم من أجل استقرار الوطن؛ ولكن الجميع يتحامل عليهم ويقللون دائمًا من شأنهم، بالإضافة إلى وحدة الشعب وتعاونه من أجل مصر. ويكمل قائلاً: "الأيام الماضية التي مرَّت علي منذ إصابتي حتى الآن من أصعب الأيام؛ لأنني كنت أتحرك وأعمل بقوة، والآن أصبحت ضعيفًا، كسرت قوتي بكسر أضلعي؛ ولكن قدر الله وما شاء فعل، ونجحت ثورتنا، وأنا لا أشعر بالندم، بل على العكس أشعر بالفخر الشديد لأني قدمت شيئًا لوطني. سبّاق للخير أما أحمد زكي علي إبراهيم، (نقاش 27 عامًا)، وأحد مصابي محافظة الإسكندرية، والذي يعاني من الإصابة بـ3 طلقات في الذراع اليمنى، وطلقة في القدم اليمنى قطعت العصب وتسببت في عجزها، و3 طلقات في الفقرات القطنية ومنطقة حساسة، وطلقة في العمود الفقري، بالإضافة إلى طلقات في جميع أنحاء الجسم، فقد منعته الإصابة من التحدث نظرًا لدخوله المستمر إلى غرفة العمليات وتنقله بشكلٍ مستمر بين الجراحات المتعددة. تروي لنا والدته الحاجة أنعام عن إصابته قائلةً: إنه أصيب في جمعة الغضب يوم 28 يناير، وتمكنت من إجراء العديد من العمليات الجراحية له، كما أنه يستعد الآن لدخول عملية جراحية أخرى، فضلاً عن البدء في تجبيس ذراعه اليمنى، بعد إخراج الطلقات لمدة شهرين. وتضيف والدته أنه دائمًا ما يسعى في الخير لأقربائه وجيرانه على الدوام، كما أنه لم يتأخر على الإطلاق في خدمة أهالي منطقته، وهو الأمر الذي أشعره بالإحباط حاليًّا نتيجة شعوره بعدم القدرة على مساعدة أحد، فضلاً عن نفسه، خاصةً أنه ما زال في طور الشباب، ولم يتمكن من تحقيق آماله التي كان يسعى إلى تحقيقها. وتقول: إن ضيق ذات اليد هو ما يمنعها من مواصلة رحلة علاج ابنها، خاصةً أنه كان يعمل باليومية، بالإضافة إلى تعدد العمليات الجراحية التي يحتاج إليها. وعن خطتها لمواجهة حالة الإحباط التي يعاني منها، تقول: إنها تحاول جاهدةً التحدث معه وبث الأمل في نفسه، كما أنها تنوي استغلال شهر رمضان وأجوائه الخاصة لإخراجه من حالة العزلة التي يعاني منها من خلال تجميع الأقارب وأصدقائه المقربين على مائدة رمضان، معربةً عن أملها في أن يكون شهر رمضان هذا العام فاتحة خير على ابنها وعلى جميع المصابين الذين أصيبوا في ثورة يناير. لن تمنعني الأجر وعلى الرغم من صعوبة حالة عز الدين محمد عبد العزيز ذي الـ45 عامًا، والذي يعمل "نجار مسلح"، وتوقفه عن العمل منذ إصابته بالعجز في القدم اليسرى نتيجة رصاصة حية أصابت الرجل اليمني واخترقت اليسرى لتستقر بها مخلفةً نسبة عجز بها تتجاوز الـ 70%، فإنه أصرَّ على أن يكون رمضان هذا العام كما في السابق، بحيث لا تؤثر إصابته في أدائه للعبادات في رمضان. ويضيف قائلاً: سوف أعتمد على ابني يوسف والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، في الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح والمواظبة عليها، نظرًا لأن صلاة القيام في رمضان لا يمكن تعويضها في الأيام الأخرى، متمنيًا أن يعينه الله تعالى على أدائها، والحفاظ عليها طوال الشهر الكريم
محمد- عضو جديد
- المتصفح :
الجنس :
عارضة طاقة :
عدد المساهمات : 22
نقاط النشاط : 24074
التقييم : 11
مهنتى :
إنضم فى : 17/08/2011
هوايتى :
المزاج :
الدولة :
SMS ~ :
مواضيع مماثلة
» جديد رمضان 2011 راائعه انشودة يا هلال نور هالكون نورك أمل كل عيون أهلا هلا يا رمضان
» من أجمل أناشيد شهر رمضان هدية لكم نشيد ماأحلى فانوس رمضان بيلالي بالليل ويسلينا مميزه
» رمضان وما أدراك ما رمضان
» كل السنة رمضان
» رمضان يجمعنا
» من أجمل أناشيد شهر رمضان هدية لكم نشيد ماأحلى فانوس رمضان بيلالي بالليل ويسلينا مميزه
» رمضان وما أدراك ما رمضان
» كل السنة رمضان
» رمضان يجمعنا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى