الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   23-07-30


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   23-07-30
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب

اذهب الى الأسفل

الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Empty الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب

مُساهمة من طرف أبو عمار المصرى الجمعة 09 سبتمبر 2011, 11:12 pm

الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Secularism%20and%20its%20discontents


باركي ترجمة/ آمال سامي
أوليفر رويز، أستاذ النظريات الاجتماعية والسياسية بالمعهد الجامعي الأوروبي بإيطاليا، لديه قدرة رائعة على استحضار الدين والعولمة والسياسة في مناقشاته عن السياسة الإسلامية ودورها في أوروبا وكذلك عن المجتمع الإسلامي. في كتابه الأخير "الجهل المقدس" استخدم موهبته جيدا في كشف إجابة السؤال العصيب عن العالم الجديد وهو: هل الانتشار الواسع للدين يستطيع أن يتأقلم مع انتشار الثقافة الحديثة؟ أو أنه على العكس من ذلك ينتشر لأنه لا يؤثر على أي ثقافة خاصة؟
الإجابة مهمة فلو انعزل الدين عن التمذهب الثقافي والديني سيصبح أكثر تعولما وانتشاراً، وستصبح الثقافة السائدة أكثر تعولماً أيضاً. أما لو لم يكونوا كذلك فالأصولية الدينية سوف تتخلل المجتمعات بشكل متزايد وتتغلغل في ممارساتها الدنيوية والديمقراطية.
ومثل باقي الكتب المتعلقة بالدين والحادثة، تناول "الجهل المقدس" عددا من الحركات الدينية الحديثة - الحركة الإنجيلية البروتستانتية، الحركة اليهودية الحريدية، الحركة السلفية الإسلامية - المغايرة لخلفية المجتمعات العلمانية مبرزا العلاقات المتغيرة بين الدين والثقافة في ذات الوقت الذي تزداد فيه العولمة حدة.
في الجزء الأول من هذا الكتاب عرض روي بشكل مثير للإعجاب التغيرات التي لا تعد ولا تحصى لهذه العلاقات –العلاقات المتبادلة بين الثقافة والدين- على مدى التاريخ، قسم روي هذا التنوع إلى أربع تصنيفات رئيسية وهي: التهجير الثقافي deculturation، والتلاقح الثقافي acculturation، والتأثر الثقافيinculturation ، والانعزال الثقافي ex-culturation.
ويحدث التهجير الثقافي عندما يحاول الدين محو واستئصال الوثنية كما فعلت المسيحية الأوروبية في أمريكا الشمالية وكما فعل الإسلام القويم في شبه القارة الهندية، أما المثال الأفضل للتلاقح الثقافي فهو تبني اليهود للقيم السائدة أثناء حركة التنوير. ولكن عندما يحاول الدين أن يضع نفسه في قلب الثقافة المعطاة كلاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية مثلا، يكون صورة من صور التأثر الثقافي. أما الانعزال الثقافي فهو العملية الأكثر حداثة، وهي عندما يحاول الدين ان يعزل نفسه عن الثقافة السائدة.
طوال هذا البحث تبدو أطروحة روي واضحة: غالبية الحركات الدينية اليوم – الحركة الخمسينية، والحركة الإنجيلية البروتستانتية، والحركة السلفية الإسلامية- تتخطى عقور ديارها. هذه الأديان لم تفقد أهميتها ولكنها أصبحت عالمية وأقل انتساباً لأي إقليم أو مكان وأكثر ذاتية وخصوصية، و سعيا روحياً لتحقيق الذات. على الرغم من تسليمهم بصحة ما أسماه روي بـ "صناع الثقافة السطحيين" - الوجبات السريعة الحلال، والتـأريخ الحلال، وفتاوى الإنترنت، وموسيقى الروك المسيحي، والتأمل المتسامي – يرى أنهم ينسحبون في الواقع من الثقافة التي أنموها.
أما في الجزء الثاني من هذا الكتاب، ناقش روي كيف أن العولمة تعمق بعد الدين عن الثقافة بتعزيز الإيمان بالأصولية والالتزام بالنص وإقامة حاجزاً لحماية المعتقد الديني من الهجمات العلمانية، ويقول دعاة الدينية أن معتقداتهم ستصبح نقية وصافية ونتيجة لذلك فإن العودة إلى النص المقدس هي طريق وحيد للتحدث مع المؤمنين خارج أي إطار ثقافي معين، فالعولمة هي السير الناقل الذي ينتقل بواسطته الدين، ولكن روي يقول أن في نبذ أصل هذه الأديان في الثقافات القومية يجعل منها جهلاً مقدساً.
الجملة التي أثارت الخمسينيين* speaking in tongues"" - أي التحدث بلغة لا يألفها العامة- والاعتقاد الخاص بأن العلاقة بين الله والمؤمنين به لا تحتاج إلى توسط، ومن ناحية أخرى فإن حقيقة عالم الله لا تحتاج إلى معرفة سواء كانت معرفة ثقافية أو لغوية. وكما أشار روي، فإن العديد من الحركات الإحيائية المسيحية والجماعات الإسلامية وبعض المنظمات اليهودية أيضا (كحزب شاس في إسرائيل) لا تتعامل إلا مع الحركات اللاهوتية السابقة، وينتج عن ذلك – كما يرى رويز - نوع من تدهور المعرفة الدينية.
هذه الملاحظة جعلته يؤكد أن كل هذه الحركات (اليمين المسيحي في أمريكا، والحركات الإسلامية المختلفة في إيران والسعودية وباكستان وحركات الأصوليين في إسرائيل) تفقد قوتها.
الجهل المقدس هو تفصيل لمجموعة من أعمال رويز السابقة خاصة "فشل الإسلام السياسي" و"الإسلام المعولم" التي ناقش فيها الحركة الأصولية الإسلامية، التي بحكم كونها خارج الحدود الإقليمية وأصوليتها أصبحت غافلة عن تاريخها، ومررت نوعاً من أنواع العلمانية من جهة أخرى كنتيجة لتزايد حدة الأصولية.
في كتابه الأخير شمل بحثه أنواع أخرى للأصولية –بخلاف الأصولية عند الإسلاميين- خاصة الفصائل المسيحية مثل البروتستانتية الإنجيلية لكي يبرهن على شيئين أولهما أن الظاهرة واسعة الانتشار وثانيهما استحالة استمراريتها.
الأصولية أصبحت سوقاً عالمياً للبضائع الدينية دون أية دلالات تشير إلى مصدرها ومنشأها. فالأفراد عبر العالم يحيون في سوق ديني؛ يمكنهم من خلاله اختيار البضاعة التي يريدونها، ومع الكثير من الاختيارات السهلة و المتاحة يستطيع الأفراد ان يبدلوا دياناتهم ومعتقداتهم بشكل متكرر. وهذا ليس شيئا جديداً: فالكثير من التحولات الاجتماعية حدثت في الماضي بفضل الفتوحات والتوسع الاستعماري ، لكن وفقا لروي فالآن أصبح من السهل جدا للأفراد أن يغيروا ديانتهم من المسيحية إلى الإسلام والعكس صحيح، ونظراً لهذا، فأطروحة روي توبيخ ضمني لأطروحة صامويل
هانتنجتون
"صدام ال
حضارات".
أبو عمار المصرى
أبو عمار المصرى
نائب المدير العام
نائب المدير العام

 المتصفح المتصفح : الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Fmfire10
الجنس : ذكر
عارضة طاقة :
الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Empty40 / 10040 / 100الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Empty

عدد المساهمات عدد المساهمات : 160
نقاط النشاط نقاط النشاط : 25464
التقييم التقييم : 22
مهنتى مهنتى : الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Office10
إنضم فى إنضم فى : 27/07/2011
الدولة الدولة : الجهل المقدس.. السخط على العلمانية في الغرب   Egypti10
SMS ~ : يمكنك تعديل الـ SMS ~ الخاصة بك من خلال بياناتك الشخصية , مع مراعاه عدم حذف الأكواد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى